_المنشور السادس_
*سر الأعداد في تسبيح الزهراء عليها السلام*
قال الله تعالى:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا(41) وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا(42)
[سورة الأحزاب].
*سُبحة الزهراء عليها السلام من تربة الحمزة عليه السلام:*
إبتكرت الزهراء المهديّة من ربّها ، المعصومة بلطفه عليها السلام ، عملاً بسيطاً ، لكنّه بليغ لربط الأمّة بالنبي وآله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، فاتّخذت من تربة قبر حمزة سبحة من أربع وثلاثين حبّة ، لكي تَعُدَّ بها تسبيحها لربّها بعد كلّ صلاة *تقول بذلك للأمّة لقد علمكم رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم كيف تذكرون الله تعالى ذكراً كثيراً بعد صلواتكم* فتكبروا الله أربعاً وثلاثين مرّة وتحمدوه ثلاثاً وثلاثين، وتسبحوه ثلاثاً وثلاثين، *وسمّى هذا التسبيح باسمي تسبيح فاطمة ، لكي تذكروني ولا تنسوني ، كما سمّى صلاة جعفر باسمه لكي تذكروه ولا تنسوه ، وها أنا أتّخذ سبحة من تربة قبر عمّي حمزة رحمه الله ، لكي تذكروه فلا تنسوه ، حتّى يستشهد ولدي الحسين ، فتتّخذوا سبحة من تربته ولا تنسوه(1)*
عن الإمام الصادق عليه السلام قال: *وتكون السبحة بخيوط زرق ، أربعاً وثلاثين خرزة ، وهي سبحة مولاتنا فاطمة الزهراء عليها السلام لما قتل حمزة عملت من طين قبره سبحة ، تسبح بها بعد كلّ صلاة(2)*.
وعن الصادق جعفر بن محمّد عليهما السلام قال: *أنّ فاطمة عليها السلام كانت مسبحتها من خيط من صوف مفتَّل ، معقود عليه عدد التكبيرات ، فكانت بيدها تديرها تكبِّر وتسبِّح ، إلى أن قتل حمزة بن عبد المطلب فاستعملت تربته وعملت التسابيح فاستعملها الناس*. فلمّا قتل الحسين عليه السلام عُدل بالأمر عليه فاستعملوا تربته لما فيها من الفضل والمزيّة(3).
*وقصده بالمزيّة لتربة الحسين عليه السلام ما تواتر عند المسلمين من أحاديث رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم في فضل تربة كربلاء ، وأنّ جبرئيل أخبره بأنّ سبطه الحسين عليه السلام سيقتل فيها ، وجاء له بقبضة من ترابها ، فأودعها النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم عند أمّ سلمة فوضعتها في زجاجة ، وأخبرها أنّه حين يقتل ستظهر لله فيها آية وتتحوّل إلى دم صاف(4)*.
(1)جواهر التاريخ ج1 ص141.
(2)مستدرك الوسائل ج5 ص56.
(3)المزار للمفيد ص150.
(4)جواهر التاريخ ج1 ص142-141.
اللهم صل على محمد وآل محمد.
_________________
منتديات الأقمارالمحمدية