لا حول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم إنا لله وإنا إليه راجعون صلى الله عليك يامولاي يا بن رسول الله صلى عليك ياسيدي ومولاي يا ابا عبدالله ياغريب يامظلوم كربلا
موسدين على الرمضاء تنظرهم حرى القلوب على ورد الردى إزدحموا
سقيا لثاوين لم تبلل مضاجعهم إلا الدماء و إلا الأدمع السجم
أفناهم صبرهم تحت الضبا كرما حتى مضوا ورداهم ملؤه كرم
خائضين غمار الموت طافحة أمواجها البيض في الهامات تلتطم
مشوا إلى الحرب مشي الضاريات لها فصارعوا الموت فيها والقنا أجم
ينصار دين الله يفرسان الميادين...ياهل الحمية القوم حاطت بالصياوين
ينصار مامن ذاب عن مهجة الزهره...الأجساد قامت تضطرب من على الغبره
قالوا فدالك ننذبح سبعين مرة...آمر علينا للحرب انقوم يحسين
يحسين لأجلك هلت الزهرة دمعها...ونسيت لطم خدها ونست كسرة ضلعها
الحور والولدان تهضيمك فجعها...لجلك بكت سبع العلا وسبع الأراضين
نادى الغريب ومدمعه جامد بخده
آجركم الله الكل منكم بذل جهده
لكن يصحبي أشتكي لله الوحده
وابنار فرقاكم فؤادي انشطر نصين
واحسيناه وإماماه واسيداه
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم:
الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُور ُ
صدق الله العلي العظيم.
الاختبار والبلاء سُنّة إلهية لقوله( لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا)
هذه الآيات جاءت لتؤكد أن الاختبار والامتحان هو قانون وسنّة إلهية شاملة لكل الناس طالما أنهم في دار التكليف دار الدنيا
فهم معرضون للإمتحان فالإنسان جُعِلَ في دار الدنيا لا لأجل الدنيا فإن الدنيا حياة ونشأة من نشآت الوجود الإنساني يَعُبُرها الإنسان في مدة محدودة وقصيرة ثم بعدها إلى دار مستقره ودار خلوده والدار التي هي آخر منازله والمملوءة حياة لقوله تبارك وتعالى (وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَان)
ومن طبيعة الدنيا أنها حفت بالشهوات والمكاره وأن كونها كذلك لتلائم الحكمة من خلق الإنسان.
فالله تبارك وتعالى قد ربط بين العالمين والنشأتين من جملتها أنه أقام علاقة بين العمل في الدنيا والجزاء في الآخرة.
وعندما نتحدث عن كون الدّنيا دار عمل وليست دار جزاء حقيقي فنعني بذلك أن الدنيا دار ليحصل الإنسان على أكمل وأفضل نتائج وجوده فيها يحتاج إلى عمل وجهاد وصبر وتضحيات وتحمل ليكون من الرابحين والفائزين والمفلحين لدى الله تبارك وتعالى
ويقول الله ( أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ)
فمعنى الابتلاء الإلهي للبشر هو تكليفهم بأمور الغرض منها إخراج ما في نفوسهم من استعدادات وقابليه حسنة إلى مقام الفعل أي لتصبح أفعالا خارجية لهم وصفات فعالة في نفوسهم.
لذلك المزارع عندما ينثر البذور الصالحة في الأرض حتى تستفيد هذه البذور مما تكتنزه الأرض من مواد تصلح لحياة هذه البذرة لتنمو لكن لابد تصارع هذه البذرة كل المعوقات لنموها وتتجاوز الصعاب وتقاوم الحوادث كالرياح والحرارة وماشاكل.
ولذلك يحتاج الإنسان في مواجهة محن الحياة وبلاءاتها في جملة أمور منها عدم الغفلة عن حقيقة الدنيا وكونها دار بلاء وعمل لا دار خلود وكذلك الطمأنينة والثبات وعدم الجزع
لان الله تعالى يقول ( الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ* أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ)
بل ان من جمله تلك الأمور هي الصبر والتحمل وصولا إلى التسليم بل إلى حب تدبير الله ولذا سيد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام قال (رضا الله رضانا أهل البيت نصبر على بلائه ويوفينا اجور الصابرين).
الليلة عن حبيب بن مظاهر تقول الرواية
وكان حبيب حينئذ قد قدّمت اليه زوجته طعاما فبينا هو يأكل تغير لونه فقالت له زوجته : مالي أراك كففت عن الاكل وتغيّرت؟ فسكت قم قالت : إن صدق ظني الان يأتيك رسول من الحسين بن علي بن أبي طالب عليهالسلام فبينا هما بالكلام وإذا بالباب تطرق فقام حبيب وفتح الباب وإذا برسول الحسين عليه السلام سلّم فرد عليه السلام ثم قال : الله الله صدقت الحرة بمقالتها ثم دخل الرسول الى الدار وخرج الكتاب وسلّمه إلى حبيب.
فضه وقرأه واذا فيه بسم الله الرحمن الرحيم من الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام إلى أخيه النجيب حبيب أمّا بعد يا حبيب فقد نزلنا كربلاء وقد بانت من أهل الكوفة الخيانة كما خانوا بأبي سابقا وبأخي لاحقا فإن كنت يا حبيب تروم أن تحظى بالسعادة الأبدية فبادر الى نصرتنا والسلام.
وجرت دموعه على شيبته ووضع الكتاب على عينيه وعلى رأسه وقال : أفديه بنفسي وأهلي وولدي.
ثم خرج الرسول من عنده فجاءت اليه زوجته وقالت له : يا أبا القاسم سمعت كلمات حدّثك بها الرسول فقال حبيب : اسكتي لا يشعر بسرّنا أحد ، فقالت له: كأنّك خائف من أخبر أحدا والله يا حبيب إن لم تمض إلى نصرة سيدي ومولاي الحسين عليهالسلام لألبسن ملبوس الرجال وأنا أمضي الى نصرته.
يا حبيب ابن البتوله لا تخلي نصرته ***ابكربلا ايقولون ضل محصور بهله واخوته
ابكربلا يقولون شبل المرتضى حط الخيم *** ماله ناصر يا حبيب وعنده اطفال وحرم
وجان راح حسين ما يرتفع لشيعه علم *** ترضى ليه بالخدر وحسين تسبي نسوته
وقفت اتنخي وتخمش للخدور امرفعه *** انجان ما تنهض ابهمه وتطب ديج المعمعه
جيب لعمامه يبن عمي وخذ هلمقنعه *** وضل حبيب ايعاين الها وغصب هلت دمعته
صاح ما يحتج هالنخوات بطلي من الحنين *** آنا عبد ابن الرسول وعبد امير المؤمنين
ذاب قلبي من سمعت ابكربلا خيم حسين *** واسمع ايقلون جيمان الاعادي حاطته
آجركم الله ولما كان اليوم العاشر من المحرم جاء حبيب واستأذن الحسين عليه السلام للبراز فأذن له فحمل على القوم وهو يقول :
أقسم لو كنّا لكم أعدادا
أو شطركم ولّيتم اكتادا
ثم قاتل القوم فأخذ يحمل فيهم ويضرب بسيفه وهو يقول:
أنا حبيب وأبي مظاهر * فارس هيجاء وحرب تسعر
أنتم أعد عدة وأكثر * ونحن أوفى منكم وأصبر
ونحن أعلى حجة وأظهر * حقا وأتقى منكم وأعذر
وقاتلهم حبيب قتالا شديدا وحمل عليه بديل بن صريم فضربه بسيفه وطعنه آخر من تميم برمحه فسقط إلى الأرض فذهب ليقوم وإذا الحصين يضربه بالسيف على رأسه فسقط لوجهه ونزل إليه التميمي واحتز رأسه فهدّ مقتله الحسين عليه السلام فقال: عند الله احتسب نفسي وحماة أصحابي، واسترجع كثيرا وقال: لله درك يا حبيب لقد كنت فاضلا تختم القرآن في ليلة واحدة.
قضو حق العليهم دون الخيام
اولا خلوا خوات احسين تنضام
لما طاحوا تفايض منهم الهام
تهاووا مثل مهوى النجم من خر
*عظم الله اجوركم*