*
...عبــــاد الرحـــمن
*
*مقدمـــة*
قال تعالى:
*(وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا (63) وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا (64)*
.[سورة الفرقان]
في سورة الفرقان ذكر الله تعالى *اثنتي عشرة صفة من صفات عباد الرحمن* بعضها يتعلّق بالجانب العقائديّ، وبعضها أخلاقيّ، ومنها ما هو اجتماعيّ، ومنها ما يتعلّق بالفرد، ومنها ما يتعلّق بالجماعة ، لكن المُلفت أنّ أوّل صفة ذكرها هي التواضع ونفي الكبر والغرور والتعالي،
وحيث إنّ الملكات الأخلاقيّة تظهر على صفحة النفس من خلال الأفعال والأقوال فإنَّ من أبرز مظاهر الكِبرْ هو المشي بتبختر وخيلاء، وكذلك من أبرز مظاهر التواضع هو المشي الذي عبّر عنه:*
(يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا(63)
*
بمعنى المشي الهادئ الناعم، فهؤلاء المؤمنون العلامة الأولى لعبوديّتهم للرحمن هو التواضع المملوءة به نفوسهم حتّى انعكس على ظواهرهم من خلال طريقة مشيهم.
،
فكأنَّ الآية جاءت لتقول إنّ عباد الرحمن أناس دخل التواضع والخشوع إلى أرواحهم وقلوبهم فانعكس على طريقة مشيهم.
،
ومن خلال هذا الموضوع نطرح سؤالين :
*
من هم عباد الرحمن
*
*هل نحن عباد الرحمن حقاً
*
*
...عبــــاد الرحـــمن
*
�
*
من هم عباد الرحمن
*
قال الله تعالى في محكم كتابه العزيز:
*
(وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا (63)
*[سورة الفرقان]، الى آخر الآيات التي سنشرحها.
*
نزول الآيات الكريمة :*
إن هذه الآيات نزلت بالائمة عليهم السلام.
عن محمد بن نعمان عن سلّام قال سألت أبا جعفر عليه السلام عن قوله تعالى : *(الذين يمشون على الأرض هوناً)*
قال هم الأوصياء من مخافة عدوهم(1).
*وعباد الرحمن*
إنهم عباد الرحمن ، هؤلاء العباد الذين نسبهم الله الى صفته المباركة، فقال:
*وعباد الرحمن* "أي عبيده الخلص الذين عملوا بلوازم العبودية" وهذا تشريفٌ عظيم أن يكون الانسان *عبداً* للرحمن ، والمقصود بعباد العبودية الحقيقية الخاصة التي اختصّ الله تعالى بها الصالحين الأخيار من عباده ، تشريفاً لهم وتكريماً.
(1)الكافي، ج1 ص427.
*
...عبــــاد الرحـــمن
*
*�*
*هل نحن عباد الرحمن حقاً
*
طرحت السورة الكريمة في آياتها هذه الصفات لمن وصفتهم بعباد الرحمن لتكون هذه الصفات مقياساً لنا،
*فعلينا أن نضع هذه الصفات نصب أعيننا دائماً ونجعلها هدفاً لنا نسعى لإكتسابها والتحلي بها،*
ولمعرفتهم والإقتداء بهديهم ، صوّرهم الله تعالى لنا عبر صفاتهم وهي :
*الصفة الإولى : التواضع*
( الذين يمشون على الأرض هوناً)
*أي بسكينة وتواضع ووقار بلا تجبّر وتبختر*.
وفي المجمع عن الإمام الصادق عليه السلام: *( هو الرجل الذي يمشي بسجيّته التي جبل عليها لا يتكلّف ولا يتبختر)*
وروى علي بن إبراهيم عن الباقر عليه السلام أنه قال في هذه الآية: *(الأئمة عليهم السلام يمشون على الأرض هونا خوفا من عدوهم)*، وعن الكاظم عليه السلام أنه سئل عن هذه الآية فقال: *(هم الأئمة يتقون في مشيهم)*. وعن الباقر عليه السلام قال: *(هم الأوصياء مخافة من عدوهم)*(1).
(1)بحار الأنوار، ج66 ص260.
*
...عبــــاد الرحـــمن
*
*�*
*تابــــع.. التواضع :*
التواضع أحد علائم *عباد الرحمن* ، والذي يهيمن على أرواحهم بحيث يظهر حتى في مشيتهم ، التواضع الذي يدفعهم الى التسليم أمام الحق.
والمعنى الثاني: *التمهّل والتأنّي :*
أي هم يتمهلون في كل شي، لا تأخذهم الأشياء بظواهرها، هم يتأملون، يتفكرون، يبحثون يقلبون الأمور على وجوهها، يتمهّلون في حياتهم العادية وفي اختيارهم للصديق، لمكان الدرس، للكتاب، وهكذا..
بعد ذلك يقع الكلام عن معنى قوله تعالى: *(الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا)*
*فما هو المرادُ من الهَونِ بفتحِ الهاء؟*
الهَونُ مصدرٌ، وفاعلُه هيِّنٌ، ومن ذلك ما روي عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم):*(الْمُؤْمِنُونَ هَيِّنُونَ لَيِّنُونَ)*(1).
*وبعبارة جامعة هم يتحركون في كل امورهم من واقع التبصّر والبصيرة في شؤون حياتهم...*
(1) بحار الأنوار، ج64 ص356.
*
...عبــــاد الرحـــمن
*
*�*
*تابــــع.. التواضع :*
التواضع أحد علائم *عباد الرحمن* ، والذي يهيمن على أرواحهم بحيث يظهر حتى في مشيتهم ، التواضع الذي يدفعهم الى التسليم أمام الحق.
والمعنى الثاني: *التمهّل والتأنّي :*
أي هم يتمهلون في كل شي، لا تأخذهم الأشياء بظواهرها، هم يتأملون، يتفكرون، يبحثون يقلبون الأمور على وجوهها، يتمهّلون في حياتهم العادية وفي اختيارهم للصديق، لمكان الدرس، للكتاب، وهكذا..
بعد ذلك يقع الكلام عن معنى قوله تعالى: *(الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا)*
*فما هو المرادُ من الهَونِ بفتحِ الهاء؟*
الهَونُ مصدرٌ، وفاعلُه هيِّنٌ، ومن ذلك ما روي عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم):*(الْمُؤْمِنُونَ هَيِّنُونَ لَيِّنُونَ)*(1).
*وبعبارة جامعة هم يتحركون في كل امورهم من واقع التبصّر والبصيرة في شؤون حياتهم...*
(1) بحار الأنوار، ج64 ص356.
*
...عبــــاد الرحـــمن
*
*�*
*تابــــع.. التواضع :*
التواضع أحد علائم *عباد الرحمن* ، والذي يهيمن على أرواحهم بحيث يظهر حتى في مشيتهم ، التواضع الذي يدفعهم الى التسليم أمام الحق.
والمعنى الثاني: *التمهّل والتأنّي :*
أي هم يتمهلون في كل شي، لا تأخذهم الأشياء بظواهرها، هم يتأملون، يتفكرون، يبحثون يقلبون الأمور على وجوهها، يتمهّلون في حياتهم العادية وفي اختيارهم للصديق، لمكان الدرس، للكتاب، وهكذا..
بعد ذلك يقع الكلام عن معنى قوله تعالى: *(الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا)*
*فما هو المرادُ من الهَونِ بفتحِ الهاء؟*
الهَونُ مصدرٌ، وفاعلُه هيِّنٌ، ومن ذلك ما روي عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم):*(الْمُؤْمِنُونَ هَيِّنُونَ لَيِّنُونَ)*(1).
*وبعبارة جامعة هم يتحركون في كل امورهم من واقع التبصّر والبصيرة في شؤون حياتهم...*
(1) بحار الأنوار، ج64 ص356.
*
...عبــــاد الرحـــمن
*
*�*
*الصفة الثانية لعباد الرحمن :*
*الحلم*
كما يقول القرآن في مواصلته هذه الآية:
*
(وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً)
*
إذا سفه عليهم الجهّال بالقول السيّء لم يقابلوهم عليه بمثله ، بل يعفون ، ويصفحون ، ولا يقولون إلا خيراً...
بمعنى إذا خاطبهم الجاهلون خطاباً ناشئاً عن جهلهم، مما يكرهون أن يخاطبوا به، أو يثقّل عليهم، كما يستفاد من تعلّق الفعل بالوصف، أجابوهم بما هو سالم من القول، وقالوا لهم قولاً سلاماً خالياً من اللغو والإثم...
وقد وصى الإمام أمير المؤمنين علي (عليه السلام) لكميل بن زياد قائلاً:
يا كميل في كل صنف قوم أرفع من قوم ، فإياك ومناظرة الخسيس منهم وإن أسمعوك واحتمل وكن من الذين وصفهم الله *(وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما)*(1).
فالسلام الذي هو علامة اللامبالاة المقترنة بالعظمة، وليس الناشئ عن الضعف.
سلام الوداع لأقوالهم غير المتروية، ليس سلام التحية الذي هو علامة المحبة ورابطة الصداقة.
*والخلاصة، أنه السلام الذي هو علامة الحلم والصبر والعظمة.*
(1)بحار الأنوار، ج77 ص415.
*
...عبــــاد الرحـــمن
*
*�*
*الصفة الثالثة لعباد الرحمن:*
*التهجّد*
*
(والذين يبيتون لربّهم سُجّداً وقياماً)
*
وعباد الرحمن لا يبيتون لاهين غافلين عن ذكر ربهم ، بل يحيون ليلهم في طاعتهة وعبادته...
*فهم الذين يدركون الليل حال كونهم ساجدين فيه لربّهم ، وقائمين يتراوحون سجوداً وقياماً...*
ويمكن أن يراد به التهجّد بنوافل الليل.
في عتمة الليل حيث أعين الغافلين نائمة، وحيث لا مجال للتظاهر والرياء وهذه هي خاصيتهم الثالثة التي هي العبادة الخالصة لله تعالى.
*
...عبــــاد الرحـــمن
*
*�*
*الصفة الرابعة لعباد الرحمن هي:*
*الخوف من عذاب الله*
*
(والذين يقولون ربنا اصرف عنّا عذاب جهنّم إنّ عذابها كان غراماً)
*
*كلمة الغرام في الأصل:*
ما يحل في الانسان من شدة أو مصيبة فيلزمه، لا يفارقه ، والباقي ظاهر.
ويطلق *" الغرام
"* أيضا على العشق والعلاقة المتوقدة التي تدفع الإنسان بإصرار باتجاه عمل أو شئ آخر.
وتطلق هذه الكلمة على *" جهنم "* لأن عذابها شديد ودائم لا يزول.
*
(إنّها سآءت مستقراً ومقاماً)
*:
الضمير لجنهم ، والمستقر والمقام اسماً مكان من الإستقرار والإقامة ، والباقي ظاهر..
فهم مع طاعته مشفقون خائفون ، وجلون من عذاب الله، وهذا الخوف منهم من علم و دراية ، ولذلك علّلوه بأنه عذاب لازم لصاحبه غير مفارق له ..
*
...عبــــاد الرحـــمن
*
*
*
*الصفة الخامسة من صفات عباد الرحمن:*
*ألإعتدال في الإنفاق*
*
والذين اذا انفقوا لم يُسرفوا ولم يَقتُروا وكان بين ذلك قواما
*
الإنفاق بذل المال، وصرفه في رفع حوائج نفسه او غيره ، والاسراف الخروج عن الحد ، ولا يكون في جانب الزيادة ، وهو في الانفاق التعدّي عمّا ينبغي الوقوف عليه في بذل المال ..
والقتر بالفتح فالسكون التقليل في الانفاق ، وهو بإزاء الاسراف ..
*وعن أبو عبدالله (عليه السلام) أنه تلا هذه الآية* فأخذ قبضة من حصى وقبضها بيده، قال: *(هذا الأقتار الذي ذكر الله في كتابه)*، ثم قبض قبضة أخرى فأرخى كفه كلها ثم قال: *(هذا الاسراف)*، ثم أخذ قبضة أخرى فأرخى بعضها وأمسك بعضها وقال: *(هذا القوام)*(1).
فعباد الرحمن ليسوا بمبذرين في إنفاقهم ، فيصرفون فوق الحاجة ، ولا بخلاء على أهليهم فيقصرون في حقّهم ، فلا يكفونهم ، بل عدلٌ خيارٌ ، وخير الأمور أوسطها.
(1)بحار الأنوار، ج66 ص261.
.
*
...عبــــاد الرحـــمن
*
*�*
*الصفة السادسة من صفات عباد الرحمن هي:*
*التوحيد*
*
والذين لا يدعون مع الله إلها آخر
*
لا يجعلون لله سبحانه وتعالى شريكاً ، إنما يوجّهون عبادتهم إليه وحده. هي التوحيد الخالص الذي يبعدهم عن كل انواع الشرك والثنويّة والتعددية في العبادة...
*الصفة السابعة من صفات عباد الرحمن:*
*التنزّه عن سفك الدماء:*
*
ولا يقتلون النفس التي حرّم الله
*
طهارتهم من التلوّث بدم الابرياء ولا يقتلون النفس التي حرّم الله الا بالحق.
*
...عبــــاد الرحـــمن
*
*�*
*الصفة الثامنة لعباد الرحمن:*
*حفظ الفرج عمّا لا يحل:*
*
ولا يزنون
*
إن عفافهم لا يتلوّث ابداً ولا يزنون. إنهم على مفترق طريقين:
*الطهر والتلوّث.*
فهم يتخيرون النقاء والطهر
إنهم يهيئون المحيط الخالي من كل انواع انواع الشرك والتعدي والفساد والتلوث بجدّهم واجتهادهم. فهم يعلمون قباحة هذه الخصلة وفحشها فيتنزهون عنها ، بل عن كل ما يؤدي إليها من نظر محرم او خلوة...
عن ابن فضال، عن علي بن عقبة، عن أبيه، عن سليمان خالد قال: كنت في محملي أقرء إذ ناداني أبو عبد الله عليه السلام أقرئ يا سليمان فأنا في هذه الآيات التي في آخر تبارك:
*(والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما)*
فقال: *(هذه فينا أما والله لقد وعِظنا وهو يعلم أنا لا نزني)*(1).
(1)بحار الأنوار، ج65
*
...عبــــاد الرحـــمن
*
*
*
*الصفة التاسعة من صفات عباد الرحمن :*
*عدم شهادة الزور*
*
(والذين لا يشهدون الزور)
*
أصل الزور تمويه الباطل بما يوهم انه الحق
فيشمل الكذب وكل لهو باطل كالغناء والفحش والخَنَاء بالوجه.
الخَنَاء: يخِنُّ.
أي يصدر صوت خنين من أنفه.
وهنا بمعنى تغيير الصوت للإستهزاء بالشخص في حضوره
*
...عبــــاد الرحـــمن
*
*
*
*الصفة العاشرة من صفات عباد الرحمن :*
*الاعراض عن اللغو:*
*
وإذا مرّوا باللغو مرّوا كراماً
*
اللغو ما لا يعتد به من الأفعال والأقوال لعدم اشتماله على غرض عقلاني ويعم -كما قيل- جميع المعاصي.
و المراد بالمرور باللغو ، المرور بأهل اللغو ، وهم مشتغلون به .
فالكلام الذي لا خير فيه ولا فائدة دينية ولا دنيوية ككلام السفهاء ونحوهم (مروا كراماً)
*أي نزهوا انفسهم واكرموها عن الخوض فيه ، و رأوا أنّ الخوض فيه ، وإن كان لا إثم فيه ، فإنه سفه ونقص للإنسانية والمروءة ، فيَرْبَؤُن بأنفسهم عنه.*
يربؤن : يبتعدون ، يترفّعون.
*
...عبــــاد الرحـــمن
*
*
*
*الصفة الحادية عشر من صفات عباد الرحمن :*
*قبول الموعظة*
*
والذين اذا ذُكروا بآيات ربهم لم يَخِرّوا عليها صماً وعمياناً
*
واللذين اذا ذُكّروا بأيات ربهم من حكمة أو موعظة حسنة ، من قرآن أو وحي ، لم يسقطوا عليه ، وهم صم لا يسمعون وعميان لا يبصرون ،
بل تفكروا فيها وتعقلوها فاخذوا بها عن بصيرة فآمنوا بحكمتها واتعظوا بموعظتها
وكانوا على بصيرة من أمرهم و بيِّنه من ربهم.
من صفات عباد الرحمن انهم إذا ذكروا بآيات الله لم يقابلوها بالإعراض عنها والصمم عن سماعها ، وصرف النظر والقلوب عنها كما يفعله من لم يؤمن بها ولم يصدق.
إنما حالهم فيها وعند سماعها انهم يقابلونها بالقبول والافتقار اليها، والانقياد والتسليم لها.
وتجد عندهم آذاناً سامعة وقلوباً واعية ، فيزدادوا بها ايماناً ويتم بها إيقانهم وتحدث لهم نشاطاً، ويفرحون بها سروراً وإغتباطاً.
*
...عبــــاد الرحـــمن
*
*
*
*تابــــع..*
في تتمة الرواية التي تم ذكرها عن أبو عبد الله (عليه السلام)... اقرأ يا سليمان فقرأت حتى انتهيت إلى قوله :*
(إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات)
*
*
قال: قف هذه فيكم*
إنه يؤتى بالمؤمن المذنب يوم القيامة حتى يوقف بين يدي الله عز وجل فيكون هو الذي يلي حسابه، فيوقفه على سيئاته شيئا شيئا فيقول: عملت كذا في يوم كذا في ساعة كذا، فيقول: أعرف يا رب حتى يوقفه على سيئاته كلها كل ذلك يقول: أعرف، فيقول: سترتها عليك في الدنيا وأغفرها لك اليوم. فبدلوها لعبدي حسنات، قال: فترفع صحيفته للناس، فيقولون: سبحان الله ما كانت لهذا العبد سيئة واحدة؟ فهو قول الله عز وجل: *(فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات)* (1).
(1)بحار الأنوار، ج64 ص148-149.
*
...عبــــاد الرحـــمن
*
*
*
*تابــــع*
إن العبد إما يكون عبداً لله عزوجل ، وإما يكون عبداً لهواه وللشيطان قال تعالى:
*
أرأيت من اتخذ الهه هواه(23)
*[سورة الجاثية].
*
وشتان ما بينهما
*،
وعباد الرحمن هم عباد الله الصالحون الذين يتصفون بنقاوة القلب وطهارته واستقامة اللسان.
والصادقون في القول والعمل ، والذين يؤثرون الناس عن أنفسهم ، ويسعون في تقديم الخير، ويترفعون عن سفاهات الامور...
أما عباد الشيطان فيتصفون بالظلم والانانية والتكبر والقسوة والغلظة وفحش اللسان...
*�جعلنا الله وإياكم من عباد الرحمن المخلصين المتقين. واستغفر الله لي ولكم.*
*وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين.*
الرئيسية 
