:black_small_square:مصائبُكم شتّى:black_small_square:
مصائبُكم شتّى، وشتّى قبورُكُم
ورُزْؤُكـمُ مِـنه الـفؤادُ تَـصَدَّعا
وأعـظمُ رُزْءٍ حَـلّ بـالطُّهرِ فاطمٍ
له الكونُ مِن حرّ المُصا تزعزعا
وأعـظمُ مـنه رُزْءُ سِـبْطِ مـحمّد
غداةَ بـيومِ الـطفِّ نادى فأسمعا
لَئن هشّمُوا ضلعاً من الطُّهْرِ واحداً
فـهذا حـسينٌ هـشمّوا منه أضلُعا
وإن أثّر المسمارُ في جَنْبِ جسمِها
فـجسمُ حـسينٍ بـالسيوفِ تَوزّعا
وإن أسقطوا منها الجنينَ بعصرةٍ
فـقطع وريـدِ الطفلِ قد كان أفظَعا
وإن أحـرقوا بـيتَ البتولِ بنارِهِم
فـقد أحـرقوا أبـياتَ زينبَ أجمَعا
وإن لـم تَرَ الزهراءُ مَصرعَ وُلدِها
فـقد رأتِ الحوراءُ سبعين مصرعا
وإن مـنـعوها تـستظلُّ، فـشِبلُهـا تَـجرّعَ مِـن حرّ الظَّما ما تجرّعا
وإن ذرَفَـت دمـعاً فـتلك بـناتُها
خَـلَطْنَ دمـاً عـند الـبكاء وأدمُعا
وإن مَـنعُوها الـنَّوحَ، إنّ بـناتها
بُـحِحْنَ فـما طِـقْنَ النياحةَ والنَّعا
وإن لَـبِسَت لَـمّا تَـبَّدت خِمارَها
فـما تـركوا لـلفاطميّات بُـرقُعا
وإن صار مِن ضرب السياط بزِنْدها
كـما الـدُّمْلُجُ المُسْوَدُّ أدمى فأوجعا
فـإنّ سـياط الشمرِ أدمَت جوارحاً
مِن الضربِ حتّى لم يُغادِرْنَ موضعا
وإنْ كـفَلَ السبطَينِ في اليُتْم حيدرٌ
فـهذي يتامى السِّبط في البَرِّ ضُيَّعا
وإن سـحبوا الـكرّارَ مِن باب دارِهِ
فـقد سـحبوا الـسجّادَ للشامِ مُزمَعا
وإن قـيّدوا كـفَّي عـليٍّ بِـحبلِهم
وقـد كان ليثاً في الحروب سَمَيدَعا
فـكَفّا أبـي الفضل العميد تقطّعَتْ
وزِنْــداهُ والـعينانِ أُطْـفِئتا مَـعا
وإن شـيّعوا بـالليلِ جـثمانَ فاطمٍ
فـقـد مـنعوا جـثمانَه أن يُـشَيَّعا
وإن دُفِـنت سِـرّاً فـإنّ حـسينَها
رَمَـوه ثـلاثاً فـي الـفَلاةِ مقطَّعا
وإن ودّعَـت عـند المماتِ حليلَها
فـقد أعجلوا الحوراءَ عن أن تُودِّعا
نـعم.. جاءت الحوراءُ لكنّها رأَتْ
أخاها على وجهِ الصعيد مُبَضَّعا
فلو نَظَرت عيناكَ زينبَ إذ هَوَتْ
تـنـوحُ عـليه حـسرةً وتَـفَجُّعا!
تـقول: أخـي لـو خَيَّرونيَ منزلاً
حَفَرتُ لموتي قربَ قبرِك مَضجَعا
لقد أظلَمَتْ مِن بعدِك الأرضُ والسَّما
فـقد غيّبوا من شمس وجهِك مَطْلعا
للشاعر : *صالح علي الحداد*
*أبو جمال من الكويت*
*لاتنسونا من خالص الدعاء عند قراءة هذه القصيدة والفاتحة لأمواتنا وأموات المؤمنين والمؤمنات جميعاً ومن لم يذكرهم ذاكر*
هذه القناة صدقة جارية في خدمة الخطباء والرواديد.
انشر الرابط ع حب اهل البيت عليهم السلام