*…أســرار الصـوم*
قال الله تعالى :
*يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ(183)*[سورة البقرة].
*حقيقة الصوم*
الغايةُ القُصوى من الأمرِ بالصومِ كما أفاد ذلك قولُه تعالى: ﴿كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ فالغايةُ من تشريعِ الصومِ هو تحصيلُ التقوى.
ولا يطرح الصيام على من يعرف أن الإسلام دين واقعي حياتي، إلا ويتساءل:
ما هي حقيقة الصيام، التي جعلته ركناً من أركان الإٍسلام، ومن أركان الأديان ـ كما يقول القرآن ـ؟.
(هل الصيام هو مجرد الامتناع عن الممارسات الحيوانية الترابية، من: الأكل، والشرب، والجنس... أم الصيام شيء آخر؟؟).
إن حقيقة الصيام ـ كلها ـ هي ما يبدو من ظاهر التشريع، وهي إيقاف الغرائز ـ فترة الصيام ـ، وليس إيقاف الغرائز لفترة محددة، عملاً سلبياً، إذا كان مصلحة الغرائز أنفسها، وفي صالح الجسد ذاته،
لأن الإيجابية بالنسبة رأي أي شيء، لا تعني العفوية والاسترسال، وإنما تعني الالتزام
فالذين لا يفهمون من الصوم إلا ترك الطعام والشراب فهؤلاء ما فهموا حقيقة الصيام ، ولا انتفعوا بالصيام، ولذا فنجد أحدهم يمسك عن الطعام والشراب ولكن قد أفطر لسانه بالحرام ونطق بالحرام، وأفطرت عينه بالنظر إلى الحرام، وأفطر سمعه على سماع الحرام.
فعن الإمام علي (عليه السلام) :*الصيام إجتناب المحارم كما يمتنع الرجل من الطعام والشراب*(2).
*إذن رمضان ليس صبراً على الطعام ولا عن الشراب ولا عن المفطًرات التي ذكرها الفقهاء، رمضان تربية للإرادة، تربية للصمود، تربية للنفس* .
(1)بحار الأنوار ج93 ص294.
*إنتهى*
*رمضان كريم*
اللهم صل على محمد وآل محمد.
_________________
منتديات الأقمارالمحمدية