*2- العفّة عن الشهوة:*
ويبرز هذا النوع من العفّة في مورد عفّة الفرج وتحصينه من الوقوع في الحرام.
وذكر القرآن الكريم شخصيّات ضرب بهم المثل في العفّة والطهارة، والقدرة على ضبط النفس مقابل مغريات الشهوة والمثيرات الخارجيّة، وأبرز هذه الشخصيّات السيّدة مريم من النساء، والنبيّ يوسف عليه السلام من الرجال.
وتحدّث عن طهارة مريم وعفّتها بقوله تعالى:
*﴿وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِنْ رُوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِلْعَالَمِينَ(91)﴾*[سورة الأنبياء].
وهذا مدح لها بالعفّة والصيانة، وردٌّ لما اتّهمها به اليهود، والدليل قوله تعالى:
*﴿وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيّاً(20)﴾
*[سورة مريم].
وأمّا النبيّ يوسف عليه السلام فإنّ القرآن الكريم يتحدّث عن عفّته وطهارته في أصعب وأشدّ الظروف، حيث توفّرت فيها جميع أسباب الوقوع بالإثم والمعصية.
ولكنّه عليه السلام ثبت وحفظ نفسه أمام كلّ هذه المثيرات والتحدّيات، واستعاذ بالله تعالى وخرج منتصراً على الشيطان.
ويذكر القرآن الكريم قصّته مع امرأة العزيز زليخا، حيث أرادت به كيداً:
*﴿وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ(23)﴾
*[سورة يوسف].
ولقد سدّده الله تعالى بالبرهان الذي رآه
*﴿لَوْلاَ أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ﴾...* وجعل عاقبة أمره ونتيجة نجاحه في هذا الامتحان الإلهيّ *﴿إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ﴾*[سورة يوسف، آيه 24] ،
والمُخلَص هو الشخص الّذي يعجز عنه الشيطان وليس له عليه سبيل،
*﴿وَلأَغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ*إِلاَ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ﴾* [سورة يوسف، آيه 38 و39].
✶•••❥ًً༼࿄ཽ༽❥ •••✶
اللهم صل على محمد وآل محمد.