لا حول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم إنا لله وإنا إليه راجعون صلى الله عليك يامولاي يا بن رسول الله صلى عليك ياسيدي ومولاي يا ابا عبدالله ياغريب يامظلوم كربلا
لما رأى زمر الضلال بكربلا زحفت ومن رب السماء لم ترقب
زحفت لقتل السبط سبط محمد حتى ينال بها عظيم المطلب
فانصاع يطلب رخصه من عمه حتى ينال بها عظيم المطلب
ياعم نادى ضاق صدري وانطوت مني الضلوع على سعير ملهب
ناداه أنت لنا بني علامة عن ذات والدك السميم الاطيب
رمله على القاسم هوت تلطم صدرها...تنادي عروسك بن سعد يبني أثرها
وانت طريح وجثتك ما حد قبرها...مدلل يعيني وبالثرى تبقى رمية
قلها بلسان الحال صبري وودعيني...شقي ضريح يالوالدة ولحديني
وجمعي وسادة من الترايب وسديني...بالك اشبيدي والعدى دنى المطية
يبني ضعيفة بحال وذوبني مصابك....بعدك شباب وما تهنيت بشبابك
عريس يبني ومن دما نحرك خضابك...شخصك قبالي لوح منتصب صبح ومسية
واقاسماه واسيداه
قال الإمام الحسين عليه السلام في دعائه يوم عاشوراء:
اللهم أنت ثقتي في كل كرب ورجائي في كل شدة وأنت لي في كل أمر نزل بي ثقة وعدة كم من هم يضعف فيه الفؤاد وتقل فيه الحيلة ويخذل فيه الصديق ويشمت فيه العدو، أنزلته بك وشكوته إليك، رغبة مني إليك عمن سواك فكشفته وفرجته فأنت ولي كل نعمة ومنتهى كل رغبة
.
حينما نتأمل في دعاء الإمام الحسين (علیه السلام) في صبيحة يوم عاشوراء نجد له خصوصية خاصة تمثلت بهذا الكم الكبير من العلوم والمعارف الأخلاقية والنفسية والتربوية فضلاً عن الخصوصية الولائية بصفته
يكشف عن غربة المولى صلوات الله وسلامه عليه وتعاظم الظلم وكثرة أعدائه وقلة ناصريه
كما أن كلماته تشعر قلب الإنسان بالحزن والأسى بل وتقدمت تلك الكلمات التي ترددت من قبل على لسان جده المصطفى محمد صلى الله عليه وآله .
فيبدأ الإمام الحسين عليه السلام بقوله (اللهم أنت ثقتي في كل كرب، ورجائي في كل شدة) وهنا يظهر الإمام صلوات الله وسلامه عليه هذا النوع من التربية الروحية فيتوجه إلى الله تعالى بجميع جوارحه فبين الثقة والرجاء مراتب يسلكها المحب في التقرب إلى من يحب
وبعد أن توجه الإمام الحسين علیهالسلام بجميع جوارحه إلى الله تعالى انتقل إلى ركن آخر من أركان دعائه وهو حمد الله عزوجل والثناء عليه وهذه الرتبة وإن لم تظهر في كلمات الدعاء بلفظ الحمد لله إلا أنه دل عليه بقوله (أنت ثقتي) فمن وثق بشيء حمده وأثنى عليه ورأى أنه يستحق منه ذلك.
ولذا يذكرها الإمام مرتين (اللهم أنت ثقتي) (وأنت لي في كل أمر نزل بي ثقة وعدة).
و ينتقل الإمام الحسين علیه السلام إلى تقديم ذكر المنعم على طلب النعمة كمن يريد نعمة العافية فعليه تقديم ذكر صاحب العافية قبل ذكر العافية فنحن نقول ياولي العافية.
فالإمام الحسين علیه السلام يربينا على التأدب في الخطاب مع الله تعالى ولذا نراه بأبي وأمي قدم (أنت ثقتي) (ورجائي) (وأنت لي في كل أمر نزل بي ثقة وعدة) وبعدها يعرض حاجته فيقول: (كم من هم يضعف فيه الفؤاد ) (وتقل فيه الحيلة) (ويخذل فيه الصديق) (ويشمت فيه العدو)
لذلك بعد هذه المراحل الإمام الحسين (علیهالسلام) ينتقل إلى الدخول في عرض الحاجة وبيان المسألة فيشملهما بنسق واحده ولذا قال (أنزلته بك وشكوته إليك)
ويعود الإمام الحسين (علیهالسلام) إلى حمد الله تعالى بعد بيانه لحاجته ومسألته فيقول علیه السلام (رغبة مني إليك عمن سواك)
ولابد للمؤمن حينما يتوجه إلى الله تعالى بالدعاء أن يكون هذا التوجه مبنيا على يقينه بأن الدعاء مقرون بالاستجابة ولذلك نجده علیه السلام يقطع يقينا بقدرة الله تعالى على خلاصه وتحقيق حاجته فيقول علیهالسلام (فكشفته وفرجته) أي حاصل لديه القطع بإمضاء هذا الطلب وإنفاذ هذه المسألة.
ولذلك الأئمة عليهم السلام يعلمونا كيف ندعوا الله تبارك وتعالى وهنا يكون بيانا لرتبة أهل العلم فمن يدعو الله وهو عارف وفاهم لتلك الصفات الإلهية غير من يتلفظ بما لا يعي ويدرك
لذلك نحن نحتاج إلى الالتجاء إلى أدعية النبي الأكرم وعترته (علیهم السلام) لأنها تضع الألفاظ في مواضع دلالاتها مع ما يناسبها من المصاديق فمن طلب العافية لا يتبعها بقوله وأنت شديد العقاب فهذه لها مصداق خاص ينحصر في الدعاء على الظالمين والكفار والمنافقين ولذا نراه قال في خاتمة دعائه (فأنت ولي كل نعمة وصاحب كل حسنة ومنتهى كل رغبة)
ولذا اختتم كلماته بإظهار مكان الحب الذي تغلغل في كل ذرات وجوده بل يظهر علیه السلام أن الله تعالى هو غاية كل رغبة ولذا كانت آخر كلماته (ومنتهى كل رغبة)
فهذا المنهج في التربية الروحية والإيمانية الذي اختزنه دعاء الإمام الحسين عليه السلام في صبيحة يوم عاشوراء يعلمنا كيف يكون توجهنا ودعاؤنا إلى الله تعالى وكلهم أبواب الدعاء الى الله
القاسم هو وديعة أخيه الحسن عليه السلام عنده والقاسم أراد الحسين عليه السلام تأخيره عن الحرب مرارا وهو يلح على عمه ويقبل يديه ورجليه وهو يقول : يا عماه لا طاقة لي على البقاء وأرى بنو عمومتي وأخوتي مجزرين وأراك وحيدا فريداوالحسين يقول له: يا ابن أخي أنت الوديعة(1)
آجركم الله فلم يزل يستأذن عمّه الحسين عليه السلام حتى إذن له(2) فلمّا نظر إليه الحسين (عليه السّلام) اعتنقه وبكى ثمّ أذن له، فبرز كأنّ وجهه شقّة قمر وبيده السّيف وعليه قميص وإزار وفي رجلَيه نعلان (3)، فخرج ودموعه تسيل على خديه وهو يقول :
إن تنكروني فأنا ابن الحسن
سبط النبي المصطفى والمؤتمن
هذا حسين كالأسير المرتهن
بين أناس لا سقوا صوب المزن
فقاتل قتالا شديدا(4)
فبينا هو يقاتل إذ انقطع شسع نعله اليسرى فوقف ليشدّها ، فقال عمر بن سعيد بن نفيل الأزدي : والله لأشدنّ عليه وأثكلنّ به اُمّه. قال حميد بن مسلم : فقلت : سبحان الله وما تريد منه يكفيك هؤلاء الذين احتوشوه من كل جانب؟! فقال : والله لافعلن ثم حمل عليه فما ولّى وجهه حتى ضرب الغلام بالسيف على رأسه فوقع القاسم لوجه وصاح : أدركني يا عمّاه
فأتاه الحسين عليه السلام ورآه يفحص بيديه ورجليه. وحمل على قاتله فقتله ثم رجع إلى القاسم ووقف عليه قائلاً : يا ابن اخي بعداً لقومٍ قتلوك ومن خصمهم يوم القيامة جدّك وأبوك(5)
ثمّ قال : عزّ والله على عمّك أن تدعوه فلا يجيبك ، أو يجيبك ثمّ لا ينفعك ، صوتٌ والله كثر واتره وقلَّ ناصره) ثمّ احتمله وكان صدره على صدر الحسين (عليه السلام) ورجلاه يخطّان في الأرض ، فألقاه مع علي الأكبر وقتلى حوله من أهل بيته(6)
يقله وناداه يا قاسم اشبيدي ريت السيف قبلك حز وريدي
هانلكم تخلوني أوحيدي وعلى الخيم يعمى الخيل تفتر
جابه ومدده ما بين أخوته قعد عدهم يوليلي وهم موته
بس ما سمعن النسوان صوته أجت أمه تنادي الله أكبر
*واقاسماه وامظلوماه*
*عظم الله اجوركم*